الشيخوخة عند القطط
ما هو سن الشيخوخة في القطط؟
تُعرف سنين الشيخوخة دائما على أنها من 8 سنوات من العمر أو أكبر، لقد إرتفع متوسط عمر القط في السنين الأخيرة إرتفاع ملحوظ، حالياً، يعيش القط في المتوسط من 10 إلى 14 سنة، هذا أولا بسبب تقدم التحصينات، و إتاحة الأساليب المتطورة في التشخيص، و وجود علاجات جديدة، أيضا زيادة وعي المربيين بضرورة بقاء القطط داخل المنزل، و زيادة شعور المربيين بالمسؤولية و العناية بقططهم.
ماذا يؤثر على طول عمر القط؟
تؤثر العوامل البيئية و الوراثية في طول عمر القط، مع إنه ليس بإمكاننا التحكم في تكوين القط الوراثي، لكنك أيها المربي، لديك بعض التحكم في العوامل البيئية التي تؤثر في طول عمر القط، وتشمل هذه العوامل البيئية: التغذية، العناية البيطرية، العناية المنزلية اليومية، التعقيم لمنع التكاثر، و بقاء القط داخل المنزل، تحيا القطط التي عقمت( و يفضل إجراء التعقيم في سن صغير) أعمارا أطول من القطط التى لم تعقم، و القطط التي تحيا داخل المنزل تحيا أعمارا أطول من التي يُسمح لها بالتجول.
التغييرات التي أتوقعها عند كبر سن القط؟
كبر السن هو عملية طبيعية حيث تحدث تغييرات مستمرة بلا رجعة في جميع أجهزة الجسم و وظائفها، مع وجود إنخفاض تدريجي في معدلات الأيض الغذائي، أما بالنسبة للتغيرات السلوكية و الجسمانية فهي عادة تكون متوقعة حيث تتدهور مع زيادة عمر القط، تحدث هذه التغييرات ببطء و تُلاحظ فقط مع مرور الوقت.
السلوك:
يصبح القط كبير السن أكثر حساسية للتغيرات حيث تقل قدرته على التكيف مع هذا التغيير، ربما يُظِهر القط مع كبر السن بعض التغيرات السلوكية، التي تشمل: إهمال القط للسلوك الذي تمرن عليه من قبل، الخمول، الزيادة و التغيير في أوقات النوم، عدم الراحة أثناء الليل، التوتر المتزايد، وعدم القدرة على التكيف مع التغيرات قي البيئة المحيطة بالقط، عدم الإنتباه لتنظيف نفسه، قلة المناعة ضد نزلات البرد، نقص الشهية للكثير من الأطعمة، و قد يصبح القط أكثر ألفة، أو ربما يصبح أكثر حساسية و تذمر، و البعض يصبح أكثر صياحا، عصبية، و توتر، إن حدثت شيخوخة متقدمة، ربما يظهر بعض السلوك الشاذ أو الغريب، مثل كثرة التجول، كثرة المواء، الإرتباك الشديد و عدم التكيف، و تجنب التفاعل الاجتماعي.
الأسنان، اللثة، الفم:
يظهر الجير علي الأسنان تدرجيا بدرجات مختلفة معتمدا على الاستعداد الوراثي( بعض الفصائل من القطط أكثر عرضة لأمراض الأسنان) و نوع الطعام المستخدم، الغذاء الصلب الجاف يرسب القليل من الجير عن الغذاء المعلب، و إن لم يزال الجير بإستمرار سيؤدي هذا إلي أمراض الغشاء المحيط بالأسنان، أو إلتهابات اللثة التي قد تؤدي إلي فقدان الأسنان.
الجهاز الهضمي:
ربما تفقد القطط الكبيرة السن شهيتها( الإمتناع عن الطعام) ، و ربما تظهر أعراضا مثل القيء، الإسهال، أو الإمساك، يعتبر الإمساك من المشكلات المألوفة في القطط كبيرة السن، حيث تفقد الأمعاء كفاءتها، و ربما تصبح عملية الإخراج أكثر صعوبة، أيضا من المألوف، حدوث ضعف الهضم ، و قلة إمتصاص الغذاء، و يصبح من المهم تغيير نظام التغذية، أو تلقي بعض الأدوية.
الجهاز البولي:
يحدث تدهور للكلى في القطط كبيرة السن، و يحاول القط تعويض ذلك بشرب الكثير من الماء و بالتالي يكثر من التبول، و ربما يفقد التحكم في التبول أو التبرز (التبول اللاإرادي) و بالتالي يُظهر القط تراجع عن الأداء المتمرن الذي أكتسبه من قبل.
الجهاز الحركي:
يحدث فقد عام في حجم العضلات و قدرتها مع كبر السن، تصبح العظام الطويلة أكثر هشاشة و ربما ينشأ إلتهاب المفاصل، و تكون هذه التغيرات هي المسئولة عن بطء و نقص الحركة و النشاط في القط كبير السن، و عدم القدرة على القفز عاليا كما كان، قليل الإستجابة و الميل إلي عدم الإتزان.
الجهاز العصبي:
تضعف جميع حواس القط مع كبر السن، لكن تستطيع القطط تعويض هذا إلي حد ما، قد يظهر فقدان السمع كأنه حالة حاده ( مفاجئة)، و يؤدي تدهور حاسة الشم و التذوق إلي الصعوبة في تناول الغذاء المعتاد.
المظهر:
يفقد القط مرونة جلده مع كبر السن ( يصبح الجلد مترهل) و يصبح الجلد و فروة القط رفيعا بشكل عام، و يتكرر ظهور أورام أو أكياس تحت الجلد و أيضا وجود أمراض الجلد المزمنة، أيضا تظهر فروة القط غير نظيفة بسبب قلة النظافة، و قصور الدورة الدموية، و تنمو الأظافر في السمك، و الطول، و تصبح أكثر هشاشة، و ينخفض معدل الأيض الغذائي، و قد يصبح القط سميناً مع تناول الغذاء عالي السعرات الحرارية.
قد تظهر أعراض أخري، مثل عتامة عدسة العين، و زركشة حدقة العين، و تغير لون الشعر( مثل تغير لون القط السيامي و يصبح غامق أو داكن)، بروز العمود الفقري، و عظام الحوض، و نقص الوزن.
ماذا أفعل لقطتي كبيرة السن؟
بالرغم من أنه ليس في الإمكان زيادة العمر الافتراضي للقط عن الحد الذي و صل إليه الآن، لكن هناك الكثير يمكن عمله لتحسين حياة القط، يتطلب هذا، زيادة الرغبة، العناية، الفهم، و توفير الوقاية من جهتك، لكنك ستستمتع بالقط جدا في سنواته الأخيرة و سيحيا القط حياة أطول و أكثر سعادة.
التغذية:
غذي القط تغذية متوازنة في كميات محددة لمنع السمنة، و إن كان وزن القط زائدا، إستشر طبيبك البيطري من أجل غذاء منخفض السعرات الحرارية، و إن كان القط وزنه أقل من الطبيعي، إستشر طبيبك البيطري من أجل غذاء مرتفع السعرات الحرارية، و غذاء حلو المذاق، قم بتسخين الطعام قليلا لزيادة نفاذ رائحته.
العناية البيطرية:
إن القطط خبيرة في إخفاء المرض، من المعتاد أن تصاب قطة بمرض خطير و مع هذا لا تظهر أية أعراض إلي أن تصبح الحالة متقدمة بما يكفي، خذ القط إلي الطبيب البيطري على الأقل مرة أو مرتين في العام، أو من حين إلي آخر إن أوصي بذلك من أجل الفحص، تحديد الوزن، و اختبار الدم، سيختلف هذا من قط إلي آخر، ربما تحتاج لإختبارات تشخيصية متكررة لتحديد اية إضطرابات و و ضع خطط علاجية.
تشمل أمراض الشيخوخة المعتاد التعرض لها، مرض السكر، زيادة إفراز الغدة الدركية، مرض الأمعاء الإلتهابي، مرض الكلى، أمراض الكبد، السمنة، السرطان، أمراض القلب، الضغط المرتفع، و أمراض الفم و الأسنان.
تتطلب الأمراض المزمنة علاج مدي الحياة، ملاحظة و تعديل النظام العلاجي من حين إلي آخر، إتبع نظام التغذية الموصى به ( و إن كان هناك أية إضافات)، الأدوية، و جدول التحصينات، العناية بالأسنان(تنظيف الأسنان)، الآثار الجابية و التفاعلات غير المتوقعة للأدوية يجب الإبلاغ عنها لطبيبك البيطري فورا، لايمكن لبعض القطط كبيرة السن إحتمال بعض الأدوية التي إعتادت عليها من قبل.
العناية المنزلية:
قدم مياه نقية بإستمرار، إحفظ القط داخل المنزل، لا تترك القط في الخارج في البرد أو الجو الممطر، شجع القط على اللعب و النشاط بقدر الإمكان، أعطي الكثير من الإهتمام و الحنان للقط كبير السن، مشط القط يوميا لمنع تكوين كرات الشعر، و لتعويض ضعف تنظيفه لنفسه، نظف العين بإستمرار، قص أظافر القط بإستمرار لإبقائها قصيرة، و إن سمح لك القط فلتفحص الأسنان و اللثة بإنتظام، إغسل الأسنان بالفرشاة يوميا، و إكحت الجير عن الأسنان بأظافرك، تجنب أي إجهاد عن حياة القط قدر الإمكان، و إن أمك، فلتوفر العناية بالقط في منزلها أثناء غيابك عن المنزل.
يأخذ القط كبير السن وقتا أطول في التغلب عى الأمراض، أيضا يأخذ المرض وقتا أقل لإصابة و إعياء القط كبير السن، نتيجة لضعف وظيفة الجهاز المناعي، لاحظ إستهلاك القط من المياة، و لاحظ التبول، الوزن، أية أورام أو تضخم، إستهلاك الغذاء، مستوى النشاط، مشكلات الإسهال، الإمساك، القيء، السعال، أو العطس.
لا تفترض أبدا أن التغييرات التي تراها هي ببساطة بسبب الشيخوخة و لهذا فهي لا تعالج، يجب أن ينبهك أي تغير في حالة القط السلوكية أو الجسمانية أن تطلب مساعدة طبيبك البيطري.
من المهم أن تغير مكان أطباق الطعام و علبة المخلفات الخاصة بالقط لسهولة وصول القط إليها خلال الأربعة و عشرون ساعة يوميا، و ربما تحتاج أن تضع كرسي صغير بجوار الفراش لتسمح للقط بالقفز إلي الفراش عن طريق الكرسي.
متي أعلم أنه الوقت لأودع القط؟
تقدم الحيوانات ألفة عاطفية، و صحبة، و الشعور بالسعادة لمربيها، هذا يجعل حقيقة تقدم العمر، ثم أخيرا الموت صعبة القبول، يجب أن يوفر المربي للقط حياة سعيدة، مريحة، و كريمة، و عندما لا يمكن ضمان هذه النوعية من الحياة، يجب مراعاة البدائل.
يصعب إتخاذ القرار بشأن موت الرحمة، موت الرحمة هو عمل إنساني في الحالات التي لا أمل في شفائها، أو حين يكون بقاء القط حيا أمرا مؤلما أو مهينا بالنسبة للقط، من فضلك تحدث مع طبيبك البيطري عن كل الإمكانيات المتاحة لك لمساعدك في إتخاذ قرارات واعية.